لا تحبطوا أعمالكم في رمضان
لا تحبطوا أعمالكم في رمضان اقترب الشهر الكريم شهر رمضان المعظم ، شهر التقرب إلى الله بالطاعات وتجديد العهد مع الله عز وجل على ألا نشرك به شيئا وعلى التوحيد وينقسم الناس في استقبال رمضان إلى أصناف وفرق .
فالصنف الأول
يستعد للعبادة وتهذيب النفس والزهد في ملذات الدنيا وطلب ما عند الله عز وجل من نعيم مقيم قال رسول الله صل الله عليه وسلم إذا جاء “رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم .
أما الصنف الثاني
فيستعد لرمضان بكل ألوان الطعام والشراب وتخزين ما لذ وطاب ووضع جدول لعزومات رمضان المتبادلة بين الأهل والأصدقاء والأحباب ، هذا إلى جانب إيمانهم بالصوم إيماناً واحتساباً لله عز وجل ، ويخرجون الصدقات والزكاة ، لأن هذا الصنف غالباً ما يكون من ميسوري الحال.
أما الفريق الثالث
فله شأن آخر وهم الذين يدّعون أنهم أهل الفن وهم بعيدون كل البعد عن الفن. يستعدون بكل قوة وبإمكانيات ماديه هائلة. لإنتاج كل ما يمكن أن يهدم استعدادات الصنف الأول. مسلسلات وبرامج وحكايات وتفاهات ومقالب فكاهية و حواديت.
لا تليق بمقام الشهر الكريم ويدَّعون أن الهدف منها معالجة مشكلات المجتمع لكن المتأمل في أعمالهم يجد أنها تحمل من الأفكار الضالة المضلة ما يهدم المجتمع ويضيع وقته ويسمم فكره وخاصة الصغار ، وهم يسعون كل السعي بقصد أو بدون قصد من تفويض دعائم الدين وهدم القيم التي نشأنا عليها .
لكن هيهات هيهات لما يأملون ويهدفون وكما قال صل الله عليه وسلم “لن يشاد هذا الدين أحداً إلا غلبه” ندعوا الله عز وجل أن يعصمنا وأهلينا وأحبابنا وجميع المسلمين مما يفعلون فهم مجرد أدوات في أيدي الأعداء .
الشهر الكريم
ويبقى لنا سؤال لهؤلاء .. ماذا قدمتم ؟ وماذا تقدموا لأنفسكم عند الله؟ فاتقوا الله فينا وفي أولادنا وفي أنفسكم وفي أبناء مصر. والعجيب والغريب والمريب في الامر انه يبني المعلمون ويهدم الممثلون والبناء يستغرق وقتاً. ويستهلك جهداً ومع ذلك يتقاضى الهادم أجره بالملايين أما الباني فلا يتقاضى ألا أجرا زهيدا لا يكاد يكفيه مؤنة أيام.
هذا في ميزان البشر أما ميزان الحق فيختلف اختلافا تاما الأجر عند الله. إما نعيم مقيم وإما عذاب أليم فلا تحبطوا أعمالكم في الأيام المباركة. باتباع ومتابعة أصحاب الهوى والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
بقلم أ. عاطف جلهوم